التعاون والعمل الجماعي في ميدان العمل مهارة من المهارات التي ليست بالجديدة، لأن العلاقات الإنسانية بُنيت على التعاون من أساسها، لذلك يعد من أنجح الطرق التي تقوم الشركات اليوم بتعزيزها لدى موظفيها، ولو أردنا بسط أهم سببين لنجاح أي شركة يمكننا القول : بيئة العمل، ومن ثم ترابط وتماسك فريق العمل.
ومبدأ التعاون والعمل الجماعي واحد من المبادئ التي تساعد على نشر الإيجابية في مكان العمل، من خلال إعطاء مساحة من التنافس بين أعضاء العمل، والابتعاد عن الأنانية وحب الذات، هكذا يستطيع الجميع احترام بعضهم البعض.
يعتبر هذا المفتاح من أكثر مفاتيح التعاون والعمل الجماعي فعالية؛ لأن التواصل المثمر يقتضي أن تسمع للآخرين، وتتفهم وجهات نظرهم و تفضيلاتهم، وغيرها من الأمور.
لذلك على الفِرق المتعاونة أن تتعلم مهارة الاصغاء، ومن الطرق المُساعِدة في ذلك :
إن السبب الرئيس الذي يعود إليه نجاح التعاون والعمل الجماعي هو المشاركة، والتي تعني مشاركة جميع أعضاء فريق العمل للمهام التي يقومون بها، بل والانخراط بها أيما انخراط.
ولا بد وأن تتخلل هذه المشاركة لتكون فعّالة ومثمرة عدة أمور، على سبيل المثال: وجود تغذية راجعة على ما تم مشاركته من أفكار ورؤى ، وكذلك التعرّض للمناقشات التي تفتح المجال أمام فريق العمل من التعبير عن رأيه، واكتشاف مكامن الإبداع الخفيّة.
إن امتلاك مهارة التكيف من مظاهر نجاح التعاون والعمل الجماعي، ذلك لأن هناك شريحة كبيرة لا تقبل بأن يُملى العمل عليهم، وهذا المفتاح أيضًا يرمي إلى بعدٍ آخر، ومسلك مختلف، بعبارة أخرى فإن العمل قد يعترضه بعض المشاكل والصعوبات، فامتلاكك لمهارة التكيف يجعلك تتجاوز تلك الصعوبات ويسهّل مضيك قدُماً.
لا يمكننا إغفال دور الوضوح والشفافية في بيئة العمل، لا سيما عند الحديث عن التعاون والعمل الجماعي، ويتحقق هذا الأمر بين فريق العمل حينما يتحقق أولاً بين الفريق ورئيس العمل.
بمعنى أن المدير الذي يُطلع موظفيه منذ البداية على شركته ومشاريعها، وأن يكون شفاف في طرح آرائه، سينعكس بشكل كبير على تصرف باقي فريق العمل، وسيعرف كل واحدٍ دوره ومهامه، مما يعزز الثقة بين أعضاء العمل ككل.
لا يمكنك أن تجد فريقاً يتعاون ويعمل بشكل جماعي ناجح وهو يفتقر إلى التنظيم، والعكس ــ بلا شكٍ ـــ صحيح، والتنظيم الجيد بين أعضاء الفريق يقصد به الوصول بهذا الفريق لِأَن يكون وحدة متماسكة قادرة على التعاون معاً في إنجاز العمل.
أخيراً وبعدما قمنا بتحديد أهم 5 مفاتيح للتعاون والعمل الجماعي بين فريق العمل، ينبغي علينا أن نشير إلى أن نجاح هذا الشيء يعتمد على وجود معرفة قوية بين أعضاء الفريق؛ لأن هذه المعرفة من شأنها أن تحقق تعاون أفضل، لذا كان من الضروري أن تكون هناك لقاءات جامعة لفريق العمل في أي مؤسسة؛ حتى يتسنى فرصة الالتقاء بالآخر، ومعرفة إمكاناته ومهاراته، هكذا نبني بشكل غير مباشر الثقة بينهم، ما يؤدي بدوره إلى وجود علاقات قوية، قادة على التصدي في وجه ما يعترضها من نزاعات، لاسيما تلك النزاعات الشخصية، التي قد تكون الشرارة الأولى لتفكك الفريق وفضّه.