التغذية الراجعة تعد وسيلة من مجموع الوسائل القوية والبنّاءة في التعلّم والإدراك الذاتيّ، ويتمّ ذلك حينما نعِي بوضوح أن الآخرين ينظرون إلينا نظرةً مختلفة، تتباين عن نظرتنا لذواتنا، وإذا ما تناولنا مفهوم التغذيه الراجعه في مكان العمل يتضح لنا أنها لا تقتصر على مجرّد أنها تهبنا شعوراً أفضل، بل يتجاوز الأمر إلى أنها مُكوّن أساسي من مكونات نمو الشركات، وارتقائها وتطورها إلى مستويات أعلى بكثيرٍ مما هي عليه.
قبل البدء بإيضاح مفهوم التغذية الرجعة في العمل نشيرُ إلى أننا على اختلاف ما نقوم به في حياتنا، وعلى اختلاف الطريقة التي نقوم من خلالها بإنجاز الأعمال المكلّفين بها، فبلا شكّ أننا وفي خلال رحلة عملِنا قد تعترضُنا بعض الانتقادات، هذه اللحظات بالتحديد تعتبر من أصعب الأوقات في بيئة العمل، فعلى الأغلب سماعُ الموظف للانتقاد ومراجعة جوانب سلبية في عملك ليس شيئاً يفضلّه ، أو نشاطًا يستمتع به.
بعبارة أخرى نقول إن التغذية الراجعة في العمل عبارة عن محور من محاور التطور المهني للموظف، يلجأ الرؤساء والمديرون إلى تقديمها في محاولة لتحسين أداء أو سلوك الموظف داخل الفريق، وذلك من خلال تزويده بالمعلومات يمكن من خلالها معرفة سير أدائه، وذلك لتثبيت هذا السير في حال كان إيجابيًا، أو تعديله إذا ما كان بحاجة إلى تعديل وتقويم.
بعدما أسلفنا ما ذُكر سابقًا يبقى لدينا الآن تساؤل هام عن الطرق الجيّدة والفعالة لتقديم تغذية راجعة، من شأنها مساعدة الموظفين للارتقاء بنتاجهم الوظيفي، لاسيما وأننا أشرنا إلى أن تقديم انتقاد أو مراجعة لأحد الموظفين قد يكون أمرًا ذا حساسية، فكان من الضروري الإشارة إلى الطرق المناسبة لتقديم تغذية للموظفين وبالتحديد لو كانت تلك التغذية سلبية على وجه الخصوص، فما هو الأسلوب المثالي في ذلك؟
إنها الخطوة الأولى والأهم من بين مجموع الطرق المُساعدة لتقديم تغذية راجعة بناءّة، ومن أبرز الأهداف والدوافع الصحيحة لإعطاء تغذيه راجعه:
أ. الاهتمام بمتلقي التغذية الراجعة والشعور بالالتزام نحوه.
ب. أن يكون منطلق هدفك هو الحِس بالمسئولية تجاه موظفيّك.
ج. وأن تكون خلاصة الهدف تنطوي تحت مبدأ الإرشاد والتوجيه، والتعزيز والدعم.
فالكثير من المدراء والرؤساء فيما يتعلّق بهذه النقطة إنما يلجئون إلى ما يسمى بـأسلوب الشطيرة، وهو أسلوب يستخدم في التغذية الراجعة يتعلق بالشخص الموجّه له الانتقاد، فهذا الأسلوب يعمل على منحه شعوراً من شأنه أن يحد من وطأة التعليقات السلبية والانتقادات المزعجة.
وهو يقوم على :
يجب أن تكون أثناء عرض التغذية الراجعة واقعياً، بحيث تُحدِث تلك التغذية مجالاً للتغيير عند الطرف المقابل.
فتصدير الموقف في واجهة التغذية الراجعة من شأنه أن يفصل بين الشخصية المُقابلة لك، وبين الموقف الذي يستعدي مراجعة أو المشكلة القائمة، الأمر الذي يجعل الطرف الثاني على استعداد أكبر لسماع ما تقول دون شعوره بالخوف أو الخطر أو حتى التهديد.
ختامًا بعد الانتهاء من استعراض أبرز الطرق التي ستساعدك على تقديم تغذية راجعة فعالة ومؤثرة،كان لا بد من القول إن هذا الأمر يتطلب معرفة متقنة لما قدمناه واستعرضناه خلال هذا المقال، فهذه العملية إذا ما تمت بشكلها الصحيح الهادف ستعمل على زيادة إنتاجية ورفع كفاءة الأفراد والمؤسسات.