ضعف الأداء الوظيفي ومعالجته تعد من أكثر الجوانب دقةً عند المُدراء، ولا سيما أولئك الذين يلاحظونه عند أحد الموظفين أو مجموعة منهم، وتكمن الدقة والصعوبة في هذا المجال أن هناك أسبابًا متنوعة ومختلفة لضعف أداء الموظف، وذروة الأمر هنا هو معرفة واكتشاف سبب التراجع، ومن ثم البدء بأخذ خطوات عمَلية وواضحة ومحددة لمعالجتها.
وقبل أن نعرض لكم الأسباب التي تكمن وراء هذه المشكلة لا بد وأنه قد مرّ سؤال في أذهانكم عن ماهية الأداء الضعيف؟
وللإجابة على هذا التساؤل نقول: إن هذا الممصطلح يشير إلى وجود تقصير من موظفٍ، أو مجموعة موظفين لا يبذلون قصارى جهودهم في تحقيق المهام المطلوبة منهم، أو الإخفاق في تسليم ما يُطلب من قِبل مسؤولي العمل، وغيرها من الأسباب التي سنتناولها خلال مقالنا هذا.
نسمع كثيرًا أن أبرز سمة من سمات القادة قدرتهم ببراعة على إدارة علاقات فريق العمل في كافة حالاتها وفي المواطن المتغيرة، ومحاولة إحداث حالة من التوازن في جميع الحالات حتى حينما يقصّر الموظف في عمله لا بد من فهم تلك الأسباب التي أوصلته لذلك ومن الأسباب التي يرجع إليها ضعف الأداء الوظيفي :
فافتقار الموظف إلى الحافر الذي يستطيع من خلاله مواصلة عمله يعتبر سبباً من أسباب الأداء الضعيف، ويخضع هذا لاحتمالات عدة منها: عدم وجود حافز من مدير العمل لهم، أو أنهم يشعرون أنهم يستحقون مقابل ما ينجزونه من الأعمال أموالاً أكثر وغيرها من الاحتمالات.
وجود بعض المشاكل بين فريق العمل أو الصراعات نتيجة أمر ما من شأنه أن يحوّل بيئة العمل إلى فوضى، الأمر يعمل على تشتيت انتباه الموظفين وضعف أدائهم.
وعدم التركيز قد يكون نتيجة لضغوطات سلوكية أو شخصية أو طبية، أو قد يرجع إلى أن بيئة العمل ذاتها غير مناسبة ،على سبيل المثال فقد تكون بيئة العمل قريبة من أماكن صاخبة ومزعجة.
من الأسباب الهامة التي ينبغي الالتفات إليها لمعاجلة عدم الأداء وتراجعه هو عدم مناسبة الوظيفة للموظف.
في بعض الأحيان تكون التوقعات المثالية من المدراء لموظفيهم والموضوعة على ظهورهم سبباً في ضعف الأداء، وهذا بدوره يحمّل الموظف فوق ما يستطيع ويرهق كاهله.
تذكّر دومًا أن ضعف أداء البعض واردٌ في العمل وهو أمر مفروغ منه، كل ما عليك فعله هو إجادة التعامل معه بذكاء، والبحث عن حلول لكل الأسباب التي قد تختفي وراء ذلك كله، ومن طرق مواجهة ضعف أداء الموظفين:
وذلك من خلال خلق بيئة محفزة للعمل، ومن تدخلات تعزيز الدوافع : وضع أهداف للأداء، ومساعدة الموظف ، وإمداده بالملاحظات الهامة، إلى جانب القيام بزيادة نسبة من راتبه يجعله يتحفز للمزيد من العمل.
من أكثر الأشياء التي ينتظرها الموظفون في بيئة عملهم هي وجود مسار محدد يستطيع من خلاله معرفة الأمور التي ينبغي إنجازها حتى يشعر حيالها بالمسؤولية والدقة ،دون تركه بلا بوصلة ولا مؤشر واضح لطبيعة العمل المطلوب منه اتقانه.
وذلك من خلال مجيئك مستعداً لاجتماعات تقييم الأداء التي قد تُعقد كل شهر أو أسبوعين أو حتى أسبوع ومن مظاهر الاستعداد: معرفتك وإلمامك بكل ما ستوجهه للموظف المقصر في عمله، وكذلك تدعيم ما ترغب بقوله للموظف بطريقة يستطيع استيعاب كل ما يقال في الاجتماع.
ففي حال أنك لاحظت أن الموظف الذي وجهت له تقويمًا لأدائه قد قام بتصحيح المسار الذي كان قد مال عنه فلا تتردد لحظة في الثناء والكلام الإيجابي لأن هذا سيدفعه نحو المزيد من الاتقان في العمل.
في الختام ننوه إلى أن ضعف الأداء الوظيفي يؤثر على الأداء التنظيمي للمؤسسة أو الشركة بشكل عام، ويصبح هذا الأمر لا يشكل خطراً حينما نتتبع الأسباب التي قد تُوصل موظفٍ ما نحو التراجع في عمله، وذلك لوضع حلول من شأنها أن تدفع عجلة تقدم الشركات نحو الأمام.